المصدر: الخليج

استدامة المصادر

متكفلاً بما عجز عنه المستهلك بالإنفاق الرشيد، نجح فيروس كورونا في إعادة ترتيب أولويات الشراء من الأهم إلى الأقل أهمية، حيث أصبح أمام الجائحة القائمة حتمية تغيير النمط الشرائي، من دون المساس بالمنتجات الأساسية، التي يزيد الطلب عليها، مع تراجع الطلب على السلع الكمالية.

وبحسب شريحة من المستهلكين، فإن جدولة الإنفاق على منتجات ليست رئيسية كان لها دور حاسم في توجيه التسوق على مساره الصحيح، ومن دون الإخلال بالكميات المعتاد عليها لدى كل عائلة، كما أن ترشيد النفقات لا يعني الحرمان من أساسيات الحياة، بل إعادة برمجة ميزانية العائلة، بهدف استمرار الحياة بنفس المستوى، خاصة أن هناك متطلبات يمكن تأجيلها أو الاستغناء عنها إلى حين انتهاء الجائحة.

في المقابل، أكد مسؤولو منافذ البيع والتجار، أن التراجع في الشراء أصاب غالبية القطاعات، إلا أن الغذاء يبقى الطلب عليه في ارتفاع، خاصة الأصناف الأساسية، في ظل العروض الترويجية، فضلاً عن تسهيلات حكومية أمام حركة الاستيراد، عززت من التنافسية بين التجار.

وعلى الصعيد ذاته، قال الدكتور سهيل البستكي مدير إدارة السعادة والتسويق في تعاونية الاتحاد بدبي، إن الأنماط الاستهلاكية للأفراد في ظل الجائحة الحالية تغيرت بشكل ملحوظ؛ حيث أصبحت الكثير من الاحتياجات الأساسية قبل الجائحة تشكل رفاهية اليوم، ما يسلط الضوء على ضرورة إعادة ترتيب الأولويات؛ للإسهام في استدامة المصادر والموارد والمحافظة على الموارد المادية لأفراد المجتمع، كما أن لتداعيات فيروس كورونا أثر في ذهنية المجتمع بجميع حقول الحياة، وأثر في سلوكهم الاستهلاكي، حيث إن النزعة المستجدة إلى ترشيد السلوك بالاتجاه الصحي والنافع والضروري والنظيف كانت على حساب الكمالي والمشكوك بأمره.

وأضاف أن تعاونية الاتحاد تمتلك فريقاً متخصصاً من المحللين يراقب عن كثب اتجاهات السوق والتحول في سلوك المستهلك، والذي بدوره يقوم بإعداد الدراسات الاقتصادية التي تساعد على التعامل مع أي تغييرات قد تطرأ، كما عملت التعاونية على رفع طاقتها التشغيلية فيما يتعلق بطلبات التوصيل للمنازل، حيث إن الأوضاع الراهنة تسببت في طفرة ضخمة في طلبات التوصيل للمنازل بنسبة بلغت 640% بمعدل أكثر من 800 طلب يومياً، في الوقت الذي تضاعف فيه التعاونية العمل لمواكبة تلك الطفرة في محاولة لتلبية الاحتياجات كافة بما يتضمنه ذلك من تحديات، جعلت التعاونية تلجأ إلى العديد من الحلول لتعزيز قدرتها على تلبية الطلب الهائل على خدمة التوصيل للمنازل.

وأشار إلى أن التعاونية تؤدي الدور المنوط بها بكفاءة واقتدار تجاه المستهلك، حيث تقدم خدمة نوعية ومنتجات وسلع مطابقة للمواصفات والاشتراطات العالمية وتطبق معايير الصحة والسلامة العامة في فروعها، كما تحرص على تهيئة كافة الظروف لتوفير مخزون سلعي كبير طوال العام، لتلبية جميع المتطلبات والأذواق، وبأسعار تنافسية.