الصقارة – تراث عربي رائع وتقليد قديم!
عندما نتحدث عن تاريخ العالم العربي، يجب أن نذكر “الصقارة”، التي هي جزء لا يتجزأ من حضارتهم وتقاليدهم. فقد انتقلت رياضة الصقارة، وهي رياضة مشهورة بين أسلاف العرب، إلى الأجيال اللاحقة. ليس القدماء العرب وحدهم أول من مارس هذه الرياضة، لكن استمرت هذه الرياضة إلى الأجيال الحالية لدولة الإمارات العربية المتحدة هي أول بلد أقُيمت فيها مستشفى للصقور (1983) وحتى أصدرت جوازات سفر لهم.
أن رياضة الصيد بالصقور لها أكثر من ألفي عام تمارس. وتشمل الرياضة تعليم الصبر والتواصل الجيد بين الصقر والصقار. في البداية، يجب على الصقار أن يكسب ثقة وطاعة الصقر، وهو فن تميز به الإماراتيون على مر السنين.
بالنسبة للعرب، كانت الصقور مسألة فخر وشغف، والتي صنفت على مر السنين على أساس الحجم والنوع والقوة والذكاء والسرعة. فالصقور ليست جزءًا من الرياضات الشعبية فحسب، بل ساعدت أيضًا في تشكيل العديد من الأعمال الشعبية، خاصة الشعر العربي.
رياضة القنص هي المفضلة للمغفور له الشيخ زايد
كان للتراث مكانة خاصة في نفس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فاهتم به بمختلف أنواعه، مثل الشعر، والصيد بالصقور، والرياضات البحرية، والفروسية، وركوب الخيل.
وتعد رياضة الصيد بالصقور من أحب الهوايات إلى قلب الشيخ زايد رحمه الله، حيث كان يحرص على ممارسة هذه الرياضة رغم زحام مسؤوليات الحكم ومهام الدولة، مؤمناً بأن هذه الرياضة جزء أصيل من التراث الشعبي العربي، ويجب المحافظة عليها، والعناية بها، وتشجيع الأبناء على ممارستها.
المركز الوطني لبحوث الطيور
ويعتبر المركز الوطني لبحوث الطيور، الذي يعد جزء من مشروع أطلقه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد للعناية بالصقور، حيث يقوم بإعادة دمج هذه الطيور في البيئة الإماراتية، وذلك لدراسة نمط هجرتها. يتم توثيق حركات الطيور ومراقبتها بمساعدة جهاز إرسال صغير. من أجل الحفاظ على الصقور من الانقراض، كما يضمن الخبراء في المركز إطلاق الطيور السليمة في البرية لتعيش وتتكاثر.
برنامج صاحب السمو الراحل الشيخ زايد لإطلاق الصقور
في عام 1995، قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، بطرح برنامج إطلاق الصقور، وكانت فكرته هي إطلاق سراح الصقور البرية وإعادتها للطبيعة بغرض الحفاظ على مجموعات الصقور البرية.
ويعتبر مستشفى أبوظبي للصقور الذي تم انشائه من قبل هيئة البيئة – أبوظبي هو المسؤول عن الإشراف الطبي على برنامج إطلاق الصقور من خلال إعادة تأهيل هذه الصقور تمهيداً لإطلاق سراحها.حيث يتم إطلاق الصقور مرة أخرى في البرية كجزء من برنامج بحث طموح لفهم ما إذا كانت الطيور المهاجرة مثل صقور الشاهين والحر يمكن أن تحافظ على نفس مسار الهجرة بعد استخدامها في الصيد.
يتمثل الهدف من البرنامج في إعادة صقور الشاهين البرية (Falco peregrinus) والصقر الحر (Falco cherrug) إلى موطنه الأصلي لزيادة عدد مجموعات الصقور البرية. يقوم مستشفى أبوظبي للصقور بإعادة تأهيل هذه الصقور البرية واطلاقها. وفي إطار هذا الجهد العظيم لحماية الصقور، تم إطلاق ما يزيد عن 1600 صقر في مواقع مثل باكستان أو إيران أو كازاخستان. ففي كل عام خلال فترة الربيع، يتم أخذ الصقور من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مواقع إطلاقها، التي تقع على مسارات الهجرة الطبيعية للصقور البرية، ويجري اختيار مناطق إطلاقها النهائية بعناية في بقاع غير مأهولة بالسكان يتوفر بها الغذاء، مثل الطيور الصغيرة، والمياه كالأنهار والبحيرات. وتُجهَّز عدة صقور بأجهزة إرسال عبر الأقمار الصناعية لرصد مسارات طيرانها وتوفير البيانات عن معدلات البقاء على قيد الحياة بالنسبة للصقور التي يتم إطلاق سراحها
وتوجد العديد من الأدوات التي يستخدمها هؤلاء الصقارة ومروضو الصقور اخترنا منها أبرزها:
1- الوكر
قاعدة يجلس عليها الطير تكون أسطوانية الشكل مختلفة الأطوال، مصنوعة من الحديد والخشب، يقف عليها الطير بوضعية الراحة ومن دون تعب، توفر له وضعية جيدة للنوم أو للتعرض للشمس.
2- البرقع
غطاء صغير بحجم رأس الطير مكون من الجلد اللين له فتحة يخرج منه منقار الصيد ويستخدم للمحافظة على هدوء الطير.
3- الدس
الدرع الواقية للصقارين من مخالب الطير وبه يحمل الطير وهو عبارة عن قفاز مصنوع من الجلد القوي لكي لا يسمح لمخالب الطير أن تؤذي الاطفال.
4- التلواح
مجسم على هيئة طير يستخدم لتدريب الصقر على الصيد حيث يكون على شكل أجنحة طيور الحبارى، ويُربط بحبل طوله حوالي متر ونصف المتر، يقوم الصقار بعملية التلويح به في الهواء بغية جذب انتباه الصقر كي ينقض على الفريسة ويمسك بها.
5- القفاز
يرتديه القناص لكي ينقل عليه الطير، وفي الوقت نفسه يحمي يديه من مخالب الجوارح، ويصنع من الجلود السميكة التي لا تتأثر بأظافر الطيور الجارحة.
6- جهاز الترانسميتر
جهاز تتبع لاسلكي لتعقب مكان الطير عند طيرانه، ويستخدمه المدرب حينما يطلق سراح الطيور في الأماكن المفتوحة.
7-صناديق خشبية
تستخدم لحفظ الطيور ونقلها إلى ساحة العرض، تضم فتحات تهوية وتكون مفروشة بشكل يلائم تكوين الطير.
8- لوحة خشبية
تضم أدوات التدريب الخاصة بالطيور الجارحة؛ كالدس والبرقع والمرسل والمخلاة والوكر وغيرها من الأدوات الضرورية المستخدمة في ترويض الطيور.
9- أدوات النظافة
مجموعة تقليم وقص أظافر الطيور مع منظف معقم لرش وتنظيف ريش الطيور، وتستخدم بصفة دورية طبقاً للتوقيتات المجدولة لنظافة الطيور.
لا يمكن للكلمات أن تفسر العاطفة الحقيقية الموجودة في الثقافة الإماراتية، ربما يجب عليك لتجربة الموضوع. إذا أعجبتك مدونتنا في تربية الصقور والتراث الإماراتي، قدم لنا “إعجابًا” ولا تنس أن تنشر الكلمة.
شاركنا بتعليقك